غيرة اخوتي
المستشار : أ. سلمى آل وهيبة

 

السؤال

كان الوالد شديد في السابق على اخواتي الكبار ، و الان بطبيعة الحال كبر في السن و اختلف تعامله معنا نحن الصغار وانا منهم ، فمالحل مع مقارناتهم المستمرة ؟!؟!

 

الجواب

هلا بك عزيزتي:

بداية أشكر اهتمامك لايجاد الحل في أمر كهذا. بطبيعة الحال؛ جزء من الصورة طبيعي؛ فتغير طريقة والدك طبيعي، والمقارنات واردة وجزء منها طبيعي.

 

بعد أن نتفق على هذا، نأتي للنظر للموضوع من زاوية أخوتك الكبار؛ الذين واجهوا طريقة تربوية مختلفة في وقتهم. كلنا كبشر يكون لدينا حيل دفاعية للرد على مواقف وخبرات عالقة في تاريخينا؛ وخاصة تلك التي أثرت في حياتنا تأثير بالغ. فردات الفعل (مثل المقارنات هنا) قد تكون على شكل قاسي أو مؤلم للطرف المقابل (لك واخوتك الصغار)؛ لكن تحليل هذه القسوة غالبا ينعكس غيرة ولوم بينما في الحقيقة هذا الغضب لديهم هو أحد صور الحزن العميق.

 

قد نسميه "حزن الفقد"؛ يشعرون بفقد لهذه العلاقة، فقد الاستمتاع بها، فقد التأثير الايجابي بسببها، وفي ذات الوقت؛ رغم انهم قد يُظهر تحزبات ضدكم او تصرفات فيها لوم او ما شابه، الا ان الحقيقة انهم في قرار انفسهم يعلمون انكم ليس لكم ذنب وانكم غير ملامون. 

 

أنتم في داخل تفاعل؛ نحن نسميه تفاعل مثلث الحشر؛ اللوم الغير مباشر لوالدكم؛ يصل اليكم لانكم في المنتصف بين والدكم وبين اخوتكم الكبار في هذا المثلث.

 

ولذلك الحلول في مثل هذه التفاعلات؛ كثيرة لكن قد يكون احد اهم الاهداف في هذه الحلول هو كيف ممكن ان تنظروا لغضب ولوم ومقارنات اخوتكم على انها حزن اكثر. وتتعاملون مع الحزن بتروي واحتواء اكثر.

وايضا كيف ممكن تساعدون في بناء علاقة جيدة بينهم وبين والدكم. ان كان على قيد الحياة فخير وبركة والله يطيل في عمره بالطاعات ، وان كان متوفى فابواب البر مازالت متاحه. 

 

دائما وابدا؛ هذه الاستشارت تعتبر فضفاضة وليست عمل اكلينيكي او سريري مقنن ولذلك اذا كانت الامور اسواء فانصح دائما بحجز موعد في العيادات مع المهنيين والمختصين.

 

شكرا لك وامنياتي لك ولأسرتك بكل خير .. 

  

سلمى الوهيبه

معالج أسري وزواجي